صناعة المكان الفلسطيني يُعد مفهوم صناعة المكان حديث العهد، حيث بدأ كرد فعل على أفكار حركة التخطيط الحديث Modern Planning، التي بدأت منذ عشرينات القرن الماضي وأدت إلى تغيير كبير في هيكلة المدن وطبيعة الأماكن. منظمة PPS- Project For Public Spaces قامت بتعريف مفهوم صناعة المكان بالإشارة إلى أنه "فكرة ومنهج عملي لإعادة تصميم وتخطيط الأماكن العامة باعتبارها قلب المجتمع، بما يعزز الارتباط بين افراد المجتمع وبين الأماكن التي يتشاركون فيها، فعليه هي عملية تعاونية يتم من خلالها اعادة تشكيل البيئة والحيّز العام لترسيخ قيمًا مشتركة وهوية". يأتي هذا المشروع ليطبق مفهوم "صناعة المكان" الفلسطيني بشكل شموليّ حيث تم تحديد مفهوم "صناعة المكان" على أنه عملية تشاركية من أسفل الى اعلى لخلق وتحسين وادارة اماكن ترتكز على الانسان وهوية الفريدة والجمعيّة، مما يجذب سكان المكان الأصليين ويعزز تفاعلهم الوطني الاجتماعي والارتباط العاطفي بالمكان، كما والارتباط الهوياتي والتاريخي.
أهداف المشروع:
تعزيز ارتباط المجتمع الفلسطيني بوطنه وهويته و تنمية قدرات قيادات شبابية مستنيرة وذلك من خلال صناعة أماكننا الفلسطينية (Place Making) واعادة الهوية الفلسطينية إلى أحيائنا العربيّة.
تحسين الحيّز العام وإتاحته لجميع فئات المجتمع كالأطفال، الشباب، النساء وكبار السن في الطيبة، الطيرة عكا والناصرة.
تغذية المهارات القيادية لتحسين الأماكن العامة من خلال النشاط المجتمعي.
تقوية الإيمان بقدرة وقوة السكان المحليين لتحسين الحيز العام في بيئتهم، في فترة زمنية قصيرة وبتكلفة منخفضة.
الأثر:
زيادة روح التعاون، المبادرة والعمل المشترك بين السكان.
تحفيز مشاركة مدنية فعّالة
تعزيز مبادئ وأسس الديمقراطية.
تشكيل ناشطين المحليين مزودين بأدوات لمشاركة الجمهور وصناعة المكان.
زيادة الشعور بالإنتماء وأخذ المسؤولية على الحيّز العام.
مضامين التدريبات:
مهارات العمل في فريق.
القيادة الجماهيرية
إدارة الحملات الإعلامية وتجنيد موارد جماهيرية.
التصوير والتوثيق كأداة لحفظ المكان.
مفهوم صناعة المكان وأمثلة محلية وعالمية.
تأتي أهمية مشروع "صناعة المكان الفلسطيني" لمحاولة ترتيب حيز مكاني جديد في أربعة مدن فلسطينية: مدينة تاريخية واحدة تعتبر في يومنا هذا مدينة مختلطة، تعاني من المخاطر المستمرة بتهويد الحيز وهي: عكا، ومدينتان فلسطينيتان في منطقة المثلث: الطيبة والطيرة بالإضافة لمدينة الناصرة. اختيار المدن وأماكن العمل اعتمد بالأساس على انتاج حالات عمل وتصاميم مختلفة ومتنوعة تضمن انتاج معلومات وحالات يمكن تطبيقها في مدن ـأخرى.
تنفيذ المشاريع في المدن الفلسطينية الأربعة سيأتي بعد سيرورة تدريبات وجولات في الحيز العام داخل قرانا ومدننا الفلسطينية، تعمق الوعي بمكانتها وتاريخها وقدرتنا على التعبير عن ثقافتنا ودورنا في تعزيز انتماءنا لهويتنا الوطنية داخل الحيز العام.
هذا المشروع بشراكة تكاملية بين جمعية تشرين والمركز العربي للتخطيط البديل وبالتعاون مع مركز إعلام، بحيث تقوم جمعية تشرين بتجنيد المنتديات المتخصصة (10 -12 مهني في كل بلدة )التي تضم مهنيين من المهندسين/ات والفنانين/ات المربيين/ات وتدعيمهم بالقدرات التنظيمية من أجل بناء الشراكات والشبكات المجتمعية الداعمة لإنجاح وضع الرؤية الجماعية للريادة والمبادرة. المركز العربي للتخطيط البديل الذي يقوم بالتقوية والتدعيم المهني لطاقم المهندسات، للمنتديات المتخصصة ولمجموعات الطلابية وللعمل على انتاج المعرفة المحلية التي تحاكي الهوية الفلسطينية وتترجم الرؤية الشبابية الى أنماط ومقترحات للأماكن العامة وسينتج عن هذه السيرورة التثقيفية والجولات الميدانية انتاج خمسة تصاميم جديدة لأمكنة تم اختيارها. مؤسسة اعلام ستقوم بالمرافقة الإعلامية وتصميم حملات موجهة للجمهور لإشراكه في عملية صناعة المكان ورفع الوعي لأهمية الموضوع، كما وستساهم في التحشيد الجماهيري للمشروع وفحص إمكانيات تبرّع من رجال أعمال.
