آذار تجري إحصاء وتوثيق للقدرات وللإنجازات النسائية في منطقة المثلث
مارس 9, 2016تشرين تختتم المرحلة الأولى من مشروع القيادة الشابة في الطيبة
مارس 25, 2016ضياء حاج يحيى
تنشط في مدينة الطيبة جمعية تشرين في مجال رفع مكانة المرأة وتعزيز دورها في المجتمع، وهي جمعية غير ربحية مستقلة وغير حزبية، تأسست في عام 2008 وتديرها مجموعة من المتطوعين والمتطوعات من مختلف المشارب الاجتماعية والانتماءات السياسية في المجتمع.
تأثير وتغيير
وقال مدير جمعية تشرين، ساجد حاج يحيى، لـ’عرب 48′ إن ‘عمل الجمعية ينصب في رفع مكانة المرأة في المجتمع العربي. تعمل الجمعية على العديد من النشاطات والفعاليات من أجل تعزيز دور المجتمع المدني الديمقراطي المبادر والمؤثر في منطقة المثلث الجنوبي تحديدًا، وتعمل الجمعية على تأهيل شباب وفتيات ليصبحوا قياديين ومؤثرين لإحداث تغيير في المجتمع في شتى المجالات وخاصة الاجتماعي والسياسي، بتسليط الضوء على القضايا الملحة للمعالجة في المجتمع العربي، كقضية العنف بشكل عام والعنف ضد المرأة’.
وأكد أن ‘عملنا من أجل رفع مكانة المرأة يندرج في مسارين، المسار الأول هو تأهيل نساء قياديات وتأسيس حراك نسائي يهدف إلى رفع مكانة المرأة في الحيّز العام وانخراطهن في العمل الجماهيري ومواقع التأثير السياسي والاجتماعي. نعمل بمثابرة منذ أكثر من 3 أعوام في هذا المجال، ومؤخرًا نعمل على تأسيس حركة نسائية مستقلة تشكل إطارا للنساء الناشطات من أجل رفع مكانة المرأة العربية في منطقة المثلث الجنوبي تحديدًا. والمسار الثاني هو مشروع التمكين الاقتصادي للنساء من خلال التمكين الذاتي وإكساب مهارات في مجال البحث عن عمل ومرافقة النساء المشاركات حتى إيجادهن لعمل يحقق تطلعاتهن ورغباتهن. نهدف من خلال هذا المشروع إلى تحسين الأوضاع الاقتصادية للنساء وعائلاتهن وتحسين الأوضاع الاقتصادية لمجتمعنا ككل في ظل حالة الفقر والبطالة التي نعاني منها، إذ ندرك العلاقة بين الأوضاع الاقتصادية الصعبة وما يترتب عنها من مظاهر اجتماعية سلبية’.
وأوضح أنه ‘نشهد ونلمس تأثيرا واضحا لنشاطنا، فعلى سبيل المثال لم تشهد الطيبة من قبل مشاركة نسائية في الانتخابات للسلطة المحلية ولم يكن هنالك خطاب سياسي للمرأة كما شهدت في الانتخابات الأخيرة، وهي الانتخابات الأولى منذ تأسست جمعية تشرين، الأمر الذي لم ينل مثل هذا الاهتمام في انتخابات سابقة، بالإضافة إلى أن غالبية النساء اللواتي شاركن في مشاريع التمكين اندمجن في مؤسسات جماهيرية رسمية ومؤسسات مجتمع مدني ووصلن إلى مراكز إدارية تؤثر في واقع حياتنا أو بادرن إلى مشاريع جماهيرية خاصة بهن تنعكس إيجابا على المرأة والمجتمع عامة. صحيح أن التأثير لم ينضج بكامله بعد والمسافة للتغيير الحقيقي ما زالت طويلة، فهذه هي طبيعة العمل الأهلي، إضافة إلى أنّ النهج الذكوري ما زال مسيطر، إلا اننا نستطيع أن نقول أننا تقدمنا بضع خطوات في هذا المجال نحو إحداث التغيير المنشود. وعلى صعيد التمكين الاقتصادي نرى النتائج من خلال مشاريعنا بالتحول الحاصل لدى المشاركات على المستوى الشخصي وزيادة الثقة بالنفس في العديد من الجوانب. وفي مجال النشاط الثقافي نرى حركة ثقافية نشطة في المنطقة، ولا يمر أسبوع دون نشاط ثقافي أو أكثر. نحن نبارك هذا النشاط إذ أن جمعية تشرين هي السباقة في هذا المجال في منطقة المثلث ودورها ريادي وملهم للعديد من المبادرات والمنظمات الفاعلة في المنطقة’.
نضال ومثابرة
وتطرق حاج يحيى إلى وضع المرأة في المجتمع العربي، قائلا إن ‘المرأة العربية في الداخل تعاني الأمرّين، أولاً كونها تنتمي إلى مجتمع ذكوري يحكمه الرجال، وثانيًا كونها تنتمي إلى أقلية قومية تعاني من التمييز العنصري، وهي ضحية هذه الظروف وأول المتضررين عندما تدهور الأوضاع الاقتصادية أو الاجتماعية وأولهم عند تدهور الأوضاع الأمنية، انظر مثلاً إلى الاعتداءات على نسائنا في المدن اليهودية وطردهن من أماكن العمل وجرائم العنف وقتل النساء الآخذة بالازدياد. وأؤكد أنه مع أنَّ العديد من النساء، ورغم كل الظروف، نجحن بتحقيق الإنجازات المهنية وتحصيل مستويات اقتصادية وأكاديمية رفيعة إلا أنّ الغالبية العظمى من النساء العربيات ما زلن يعانين الظروف الصعبة. لا يمكننا كمجتمع إحداث العدالة الاجتماعية وإحداث التغيير المجتمعي والتحول الديمقراطي المنشود دون العمل على رفع مكانة المرأة أولاً ومناهضة العنف ضدها والنضال من أجل حقوقها الاجتماعية والاقتصادية ومن أجل مشاركتها السياسية والجماهيرية. مشوار النضال طويل ويحتاج إلى مثابرة وعزيمة واستمرار، وهو ليس نضال المرأة وحدها بل نضال كل المجتمع، نساء ورجال’.
آذار النساء
وقالت مركزة مشروع آذار النساء، الناشطة دعاء حاج يحيى، لـ’عرب 48′ إن ‘الحياة الصحيحة القائمة على التفاهم والمحبة والاعتراف بدور المرأة العظيم في المجتمع من أهم شروط تقدم المرأة ونيل حقوقها وازدهار حظها لخدمة الناس والحياة. آذار النساء مجموعة نسائية قامت على مبدأ المساواة لبناء ثقافة اجتماعية تتحقق فيها العدالة وحقوق النساء في الحيزين العام والخاص، وتنشط مجموعة آذار على المستوى الجماهيري الاجتماعي والسياسي’.
وأضافت: ‘نسعى إلى توعية النساء بحقوقهن والدفاع عن مكانتهن في المجتمع. نضالنا من أجل إحداث التغيير وفتح مجالات جديدة للنساء لتحقيق الذات والانخراط في تطوير المجتمع، بالإضافة إلى تغيير المفاهيم الذكورية في المجتمع وتعزيز مكانة المرأة العربية الرائدة في كافة المستويات ومختلف المجالات والأصعدة’.
تعمل المجموعة على إعلان إحصاء القدرات النسائية في منطقة المثلث الجنوبي حيث بادرت إلى جمع معلومات وإجراء مسح ميداني حول نساء رائدات في المجتمع وفي جميع المجالات بمنطقة المثلث الجنوبي، وحول هذا أكدت الناشطة حاج يحيى أن ‘هذا المسح نقوم به بهدف معرفة وكشف إنجازات نساء رائدات في المجتمع، في الحيّزين العام والخاص، والكشف عن توجهات النساء عامة والمنطقة خاصة، بهدف تسليط الضوء على هذه الشريحة من النساء وإنجازاتهن’.