جولة تصويرية في حيفا
سبتمبر 17, 2022عرض موسيقي لمعهد الأصفهاني وجولة في المعرض الفنّي ” كانَ يُمكن ألّا أكونُ أنا مَن أنا “
أكتوبر 15, 2022وسط حضور لافت افتتحنا في الحيّز البديل لجمعية تشرين، مساء أمس الجمعة المعرض الفنّي “كان يمكن أَلاَّ أكون أَنا مَنْ أَنا”، الّذي يضم سبعة أعمال فنيّة أعمال فنيّة للفنانتين منار خليل ونادين حاج يحيى طالبات الفنون. ويجسّد المعرض مفهوم الذات من ناحية إنسانية، فلسفية في السياق السياسي والمجتمعي، الأمر الّذي يعكس نظرة الفنانتين لمفهوم الحياة والذات.
في هذا المعرض المشترك تعمل الفنّانتان منار خليل ونادين حاج يحيى على الربط بين الأسطورة والواقع، بين الحقيقة والوهم، وبين الذات والمجتمع. فبين حكايات كبرنا على سماعها وواقع صادم نحيا به، ترتبط التفاصيل ببعضها وتتداخل.
وهذا يضعنا أمام تساؤل حول من نحنُ؟ وما هي ذاتنا الحقيقية؟
اسم المعرض “كان يمكن ألّا أكون أنا من أنا” مستوحى من قصيدة محمود درويش “لاعب النرد”، الّتي يحاول عبرها أن يصوّر الإنسان والشاعر على النحو الذي ارتآه، وأن يزيل كل التباس عمن هو، وما هي احتمالات هويته، صفاته وطباعه. وفي هذا المعرض المشترك تسعى الفنانات منار خليل ونادين حاج يحيى، للتعامل مع هويتنا وحياتنا على أنها لعبة نرد قد تصيب وقد تخيب، كما حاول وصفها درويش.
تفاعل الحضور مع الأعمال الفنيّة وأقيمت حلقة نقاش مع الفنانتين القائمات على المعرض. حيث تحدثن عن تجربتهن في صناعة الأعمال وتعمقن مع الجمهور حول أعمالهن الفنيّة والمعنى الّذي تجسده حول الذات.
ذكرت الفنانة منار خليل أن العمل الفنّي “إثبات مركز حياة” هو دلالة على تجربتها الشخصية مع قانون منع لم الشمل، الّتي رافقتها منذ طفولتها. يعرض المجسم بطريقة غير مألوفة صورة حفل زفاف معلّقة دون الوجوه، حيث اختارت منار نزع وجوه أهلها وتخييط هويتين بشكل متشابك بدلًا عنهما، هوية زرقاء وأخرى خضراء. ففي واقعنا الحدود الجغرافية قد تقرر كيف تتكوّن العائلة وقد يُمنع الفلسطينيين من حقهم في تكوين أسرة والاستقرار. نرى أيضا أوراق عديدة تم جمعها على مدار سنين ليثبتوا للمؤسسات الحكومية أنهم عائلة واحدة. ولا يسمح لنا هذا العمل بتجاهل الجانب البيروقراطي من حياة هذه العائلة الّذي يخترق أبسط تفاصيلهم.
أما عمل “أبو أجر مسلوخة”، فهو يعبر عن مخاوفها الّتي كبرت معها ولازمتها منذ طفولتها حتى عمرها هذا، فالحكايات والخرافات الّتي سمعتها حول “أبو إجر مسلوخة” لم تكن مجرد خرافات بل أصبحت واقعًا يعيش معها، وتتجسد مخاوفها اليوم في قضايا أخرى كوجود الاحتلال.
كذلك تعرض لنا الفنانة عمل “في حال رأيتهم اكسر الزجاج”، الّذي يعرض تجربتنا كفلسطينيين خلال فترة هبّة أيار، الفترة الّتي افتقدنا فيها شعورنا بالأمان في الشوارع، العمل وحتى البيوت. يمكن عبر هذا المجسم أن يقوم كل شخص منّا بتفسيره وفقًا لتجربته مع العنصرية.
بدورها عبّرت الفنّانة نادين حاج يحيى عن أهمية أعمالها في تجسيد مفهومها حول ذاتها. استعرضت لنا العمل التركيبي “بدون عنوان” وهو عبارة عن مجموعة هوّيات، غيّرت الفنانة مظهرهن الخارجي عن طريق أدوات حادة، لتعبر بذلك عن فترة صعبة عاشتها في تركيب هويتها وبحثها عن ذاتها.
كما عرضت فيديو أرت بعنوان “الشرنقة”. يجسد هذا العمل العنف البنيوي، وهو العنف الخفي الذي يتميز بعدم وضوح الجهات الكامنة خلفه، وآثاره لا تكون ظاهرة مما يجعل منه العنف الأكثر خطورة والذي يحتاج إلى البحث المعمق في البنية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية والسيكولوجية للمجتمع من اجل اكتشافه وتحديد من يتحمل مسؤوليته ويقف خلفه.
كذلك عرضت لنا العمل الفني “جحا والقاضي” وهو مستوحى من قصة جحا والقاضي الّتي نعرفها، إلّا أنها قامت بتغيير الشخصيات لما يتناسب مع واقعنا في ظل الاحتلال.
ذكرت مركزة البرنامج الثقافي روزالين حصري أن الفن هو وسيلة لإحداث تغيير وإيصال رسالة قد لا يُمكن إيصالها بطريقة أخرى. وذكرت أن الأعمال الفنيّة في المعرض هي أعمال شخصية لكنها قد تتناسب مع أي شخص آخر، لأنها تعرض صراعات عميقة ومشتركة.
نسلط الضوء في جمعية تشرين على أهمية دعم الفنانين المحليين وتفاعل الفنّان مع محيطه ونشدد على استقطاب المواهب الفنية والمساهمة في تنشيط الحركة الإبداعية الفنية في المجتمع العربي. كما ونهدف من خلال المعرض إلى إتاحة مساحة للفنانين المحليين لطرح أعمالهم لمجتمعهم ومناقشتها معهم وبناء مساحة تشاركية.
يُذكر أن المعرض مستمر لغاية 21 أكتوبر في الحيّز البديل لجمعية تشرين.