صناعة المكان في عكا- تحويل مكان مهمل إلى مكان يعج بالحياة

ضمن مشروع صناعة المكان قام ناشطون وناشطات في عكّا، بالتعاون مع مجموعة عكّا 5000 تنفيذ تصوّر عملوا عليه خلال العام الحالي، لمنطقة كانت مهملة وقذرة. بعد أخذ الموافقات اللازمة، وبناءً على طلبنا، قامت البلدية بإزالة الشجيرات والأوساخ في منطقة المدارس وتهيئة الموقع ليصلح للعمل. وهكذا انطلق الناشطات والناشطون في بناء مقاعد بشكل مميّز، حيث كان محل مهمل مليء بالأعشاب والنفايات إلى أن أصبح مكان ملوّن، هادئ وآمن، ليكون وجهة لعامة الناس في المدينة وليخدم طلاب وطالبات المدارس والمعلمين. كما تم تزيين المساحة نباتات محلية، قام بزرعها طلاب المدارس وتم وضع صور لأدباء وشخصيات تاريخية تعكس هوية عكا كالأدباء سميرة عزام، غسان كنفاني ومحمود درويش وحاكم عكا الضاهر عمر الزيداني.

شملت هذه المرحلة تعشيب، تنظيف وبناء خمس زوايا جلوس مميزة من الباطون. وتعتبر هذه المرحلة أساسية لاعطاء شكل مغاير لمنطقة كانت مهملة. إضافةً إلى تغطية المقاعد بالطين بتقنية تدمج بين الماضي والحاضر، تبليط الأرضية وزراعة نباتات ثم إضافة تظليل وأعمال فنية تعكس الهوية وتعزز الانتماء. تم تخطيط تصاميم لهذه المساحة على يد المهندسة المعمارية لمى شحادة بمرافقة المهندس المعماري محمد عرابي، كما وأشرف المعماري سليم عامر على التنفيذ.

كما قمنا في عكا بتنفيذ ورشة بناء مقاعد بالطين على الطريقة التقليدية بإرشاد المعماري سليم عامر مع طلاب السوادس. أظهر الطلاب فضول واهتمام في تقنية البناء. أنهينا الورشة بأجواء من الفرح والموسيقى والأغاني الوطنية، غنّاها الطلاب بفخر واعتزاز. كما وساهمت بلدية عكا في هذه المرحلة في إضافة شجرتي زيتون وأنظمة ري لكافة النباتات الّتي سيقوم بزراعتها طلاب المدارس في الفترة القريبة.

أظهر هذا العمل التشاركي أهمية التمعن بالحيز والتفكير الجماعي من أجل اختيار التصميم الأنسب لمساحة معيّنة. من الجدير بالذكر، أنّ هذا المشروع بمبادرة جمعية تشرين والمركز العربي للتخطيط البديل وبمرافقة إعلامية من مركز إعلام، وبدعم من مؤسسة التعاون.