انطلاق مهرجان المثلث للأفلام الأول من نوعه في المثلث
مارس 27, 2021عرض أفلام تُناقش قضايا المرأة وورشات تفاعلية في المدارس
يونيو 16, 2021اختتمت جمعية تشرين يوم الجمعة الماضي 7/5/2021 مهرجان المثلث الأول للأفلام، سينما تناقش قضايانا الاجتماعية والسياسية عامة وقضايا المرأة على وجه الخصوص. اختتمنا المهرجان في وقت لا تزال جائحة الكورونا تخيم على كافة مناحي الحياة، وسط إجراءات وقائية صحية مشددة. وبقدر أهمية المهرجان الذي استمر على مدار شهرين، احتضنت فيه جمعية تشرين 8 عروض مختلفة لأفلام روائية ووثائقية فلسطينية وعربية واجنبية الإنتاج تعكس واقعنا الاجتماعي والسياسي وذلك من خلال تسليط الضوء على قضايا نسائية وانسانية مختلفة. تزامنت عروض مهرجان المثلث للأفلام ثلة من الأفلام العالمية والمحلية ذات الرسائل والمضامين القوية والمتنوعة الوطنية والفكرية والتي تهدف لنشر الوعي بخصوص حقوق المرأة الأساسية والانتهاكات والعقبات التي تواجههاـ حيث تواجه النساء تمييزا مضاعفا أولا كونها امرأة وثانيا تمييزا في ظل الاحتلال.
افتتحنا المهرجان بتاريخ 26/3/2021 بفلم “فستان العروس” للمخرجة الطيباوية مروة جبارة طييبي حيث جسد كيف استطاعت العروس لبنى من الناصرة وعريسها من الخليل الانتصار في ظل ظروفهما السياسية والاجتماعية المعقدة نتيجة لممارسات الاحتلال التمييزية حيث جسد حالة الحب والانتصار بنهاية الفلم .
وتزامن عرض “فلم200 متر” مع يوم الأرض الخالد الذي بالتأكيد جسد درة العروض وتفاعل الجمهور، فلم استحق هذا القدر من الانفعال والتصفيق المتواصل الذي لم يتوقف على مدار دقائق طويلة. فلم متقن في كل ثانية من صناعته بالأداء والانتاج. “تشعل سيجارتك في فرعون وتطفئها في الطيبة”…هكذا افتتح المخرج أمين نايفة عرض فلم 200 متر في جمعية تشرين في….واستهل أمين ترحيبه بالجمهور :” هي المسافة بيننا وبين قرية فرعون وهي 200 متر فالطيبة كانت الحاضر الغائب في طيات الفلم” …مسافة 200 متر بين شقي الوطن المحتل ….. ذلك الرقم الصعب الذي قسمه الاحتلال الى ارباع وأجزاء وكسور والتي قسمت العائلات الفلسطينية وشرذمتها ….وحرمتها من العيش حياة كريمة طبيعية خالية من الذل والحرمان.
تبعه بالأسبوع الثاني فلم “شقيقة موسليني” حيث كان هنالك نقاش رائع مع المخرجة والكاتبة بكرية مواسي حيث أكدت المخرجة جونا سليمان اننا لا نجلس أمام سيّدة مسكينة؛ فهي جدتي ام أمي والتي تعرف تمامًا ما تريد، وتطالب به. من حولنا الكثيرات مثلها، نخشاهنّ أحيانًا ونحفظ مسافة فاصلة بيننا وبينهن.
وفي الأسبوع الثالث تم عرض فلم”المحامية -ليئا تسيمل” فكما تظهر لنا في الفيلم، امرأة جسورة، مختلفة، محاربة لا تهاب أحدًا أو شيئًا. قام المحامي شاكر بلعوم “رئيس اللجنة الشعبية في الطيبة” بنقاشها مع المخرجين راتشيل وفيليب جونس والتطرق لكيفية عمل منظومة القضاء الإسرائيلية التمييزية و تكريس مفهوم الضحية وتمسك الطرف الإسرائيلي بها. أثار هذا الفلم إعجاب الحضور بشكل خاص بفضل الكم الكبير من مواد الأرشيف التي تم عرضها وتداولها، كما تم عرض مقتطفات من قضايا ومحاكمات أعادت تشكيل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي صور لنا بعضًا من تاريخ حركة “الفهود السود”، ومحكمة داوود تركي ، ومحكمة منفذي عملية “بيت هداسا”.
كما وتم عرض الفلم الدنماركي “عنف في الحب” الذي يوثق ناجيات في ماّوي وملاجئ نساء معفنات في الدنمارك واللواتي يعشن الصراع والتعافي بين عنف نفسي وجسدي لفظي اقتصادي وجنسي. وقد عانت النساء من القهر وازدواجية المعايير فحسب، وإنما حتى في الدول المتقدمة التي تُنادي بالمساواة وتُرسِّخ مبدأ الحريات، إذ شئنا أم أبينا ما زال هناك الكثيرون ممن يتعاملون مع المرأة باعتبارها ليس فقط الكائن الأكثر تهميشًا وإنما المُستضعف أيضًا. فقد نجحت المخرجة بعمل ضغط شعبي في الدنمارك والضغط على وزارة العدل وأعضاء البرلمان الدنماركي وتغيير مواد بقانون العقوبات وتجريم العنف النفسي كجريمة يعاقب عليها القانون.
وفي الأسبوع الرابع تم عرض فلم”حدود الألم” الذي جسد معاناة الفلسطينيين والذين يعانون من نقص بالموارد الطبية الكافية للعلاج في داخل مستشفيات قطاع غزة والذين يحتاجون لعلاجات متقدمة في إسرائيل حيث يواجه المرضى معاناة عنصرية وتمييزية من أجل تلقي العلاج.
وفي الأسبوع الخامس تم عرض فلم ” عنف في الحب ” للمخرجة الأفغانية سهارى ماني بالحيز البديل حيث تناول مسيرة تحدّي وصمود خاطرة، امرأة أفغانية تعرضت لاغتصاب متكرر من قبل والدها أسفر عن ولادة طفلين، أمام صمت وتواطؤ الاقرباء والعشيرة، تخاذل المؤسسات ورجال الدين. تكلّلت مسيرة خاطرة، رغم التحديات الجمّة، بالنجاح في كسر حواجز الصمت التي شيدها المجتمع الافغاني المُضمّخ بدماء نسائه. زجّت خاطرة بمغتصبها وراء القضبان وغادرت أفغانستان لتبدأ حياة جديدة مع أولادها. كما وتم عرضه بالتعاون مع جمعية كيان لناشطات ومركزات خطوط امنة ومركزات وعاملات اجتماعيات لبيوت
في مقر جمعية كيان – تنظيم نسوي” – حيفا، وبحضور متطوعات خط الطوارىء، نساء قياديات ممثلات عن منتدى جسور وكادر موظفات الجمعية. يشار الى انه حُبست انفاس الحضور لسبعين دقيقة، تلتها دقائق كأنها دَهر من الصمت الصارخ، ليدور بعدها حوار لا يشبه باقي الحوارات، أفضى الى خلاصة أجمعت عليها جميع المشاركات. قهر المرأة وقمعها ليس قدرًا يُرسم بأيدي طغاة.
وقالت نسرين طبري، مركزة خط الطوارىء :”ما شاهدناه من احداث في أفغانستان ليس فيلما دراميا من نسج الخيال. بل قصة واقعية لا تختلف في جوهرها عن قصص الاف النساء في دول أخرى في العالم”. عزّزت قصّة خاطرة أهمية بناء وتعزيز مؤسسات داعمة للنساء المُعَنّفات اللاتي يفتقدن للحد الأدنى من الدعم، ما يحول دون اطلاق صرختهن واسماع قصصهن ويتركهن أسيرات نظام ذكوري ينتهك كرامتهن وأجسادهن وحقهن في عيش كريم.
وكان فلم الاختتام بتاريخ 7/5/2021 مع عرض فلم”غزة مونامور” للمخرجين طرزان وعرب ناصر في الحفل الختامي حيث شرعا الأخوين ناصر في كتابة فيلمهما والحديث عن قصة حب حاضرة رغم الحصار المفروض على قطاع غزة من قب لا الاحتلال فقد أرادا إظهار الجانب الإنساني لسكان القطاع ، ذلك السجن الكبير المُعاقب بحصار خانق مزدوج من سلطات الاحتلال الإسرائيلية ومن سلطات حماس المتشددة داخليا. حتى البحر المُتنفس الوحيد للقطاع، مُحدد من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي بثلاثة أميال بحرية فقط بهدف الإبحار والصيد. ولكن وبالرغم من تلك المعيقات وباصطياد تمثال “لأبولو” إله الشمس عند الإغريق في قطاع يعاني من حصار داخلي وخارجي ، وكأنه النور أو الحلم الذي يداعب أذهان أغلب شخصيات الفيلم. جسد الشخصيات المركزية في الفلم الممثل سليم ضو وهيام عباس وشخصيات أخرى حالمة ومتورطة في ظرف زماني ومكاني في منتهى الصعوبة، ومجرد التفكير في الهروب منه هو درب من الخيال.
من الجدير بالذكر ان مهرجان المثلث للأفلام سيكون حدثا سنويا يفتتح ب اّذار من كل عام، وسيكون كل عام بثيمة مختلفة فقد كانت ثيمة هذه السنة قضايا المرأة والتي تؤمن معية تشرين بأنها من أهم القضايا الإنسانية والتي تسعى الجمعية لنشر الوعي حولها، من حيث الحقوق الأساسية وعرض للانتهاكات والتحديات والعقبات التي يواجهنها. وقد تم التطرق لذلك من ضمن فعاليات المهرجان من خلال استعراض تجارب نساء مدافعات عن حقوق المرأة وعرض هذه التجارب ومناقشة الصعوبات والتحديات والعقبات التي تمر بها المرأة بالإضافة للإضاءة حول النجاحات التي تحققها. ومن المهم الاشارة إلى أن ما ميّز هذا المهرجان أنه كان مبني بالأساس على تفاعل الجمهور حيث تم تنظيم حلقات نقاش حول الأفلام مع الجمهور بعد عرض كل فيلم، واستضافة العاملين على الأفلام من أجل مناقشة مضامين العمل السينمائي والتعمّق في القضايا التي يناقشها.