منتدى الثقافة والفنون في منطقة المثلث الجنوبي يلتئم للمرة الثانية ضمن سلسلة اللقاءات لبلورة هوية المنتدى وتحديد مساره واهدافه القريبة والبعيدة

عقد اعضاء منتدى الثقافة والفنون في منطقة المثلث الجنوبي الجمعة لقاءهم الثاني في مقر جمعية “الأصفهاني” في مدينة قلنسوة وذلك ضمن برنامج تنظيم القدرات الابداعية في مجال الثقافة والفنون على اختلاف مجالاتها في المنطقة.

وكان اللقاء الأول لأعضاء المنتدى قد عقد الشهر الماضي في مركز جمعية “تشرين” في الطيبة وقد تولى إدارة اللقاءين وتوجيهما المستشار التنظيمي فتحي مرشود، الذي يعمل مع الاعضاء على تطوير رؤيا وأهداف المنتدى. فتخلل اللقاء نقاشات متشعبة ومثمرة مما عزز لدى المشاركين شعور الالتزام بفكرة منتدى الثقافة والفنون في منطقة المثلث.

وبرز اثناء المناقشات في الاجتماع العديد من الأفكار والمقترحات حول تعريف هوية المنتدى وعمله المستقبلي، علاوة على تشخيص المشهد الاجتماعي والفكر السائد فيه ومدى قابليته لتلقي الابداعات الفنية في منطقتنا. وترمي هذه المداولات الى توضيح السبل الأقصر والاسهل نحو ترسيخ الفن بوتيرة عالية ليكون حضوره الأوسع في مجتمعنا العربي، ومن ثم الانتقال من “الاستهلاك الثقافي” الى “الإنتاج الثقافي”.

وخلص المشاركون الى عدة استنتاجات في نهاية المناقشات لتكون افكارا أساسية وقاعدة تميز هوية وعمل المنتدى في قادم النشاطات والفعاليات ومن بينها وجوب العمل على انتاج اعمال فنية تحاكي الواقع المحلي، حتى يتسنى حقا خلق ثقافة حقيقية بديلة تتفاعل وتؤثر على سائر فئات المجتمع.

واتفق المجتمعون على ان الفنون أداة أساسية وهامة لإثارة الوعي المجتمعي لقضايا بعينها وظواهر سلبية، ولكن ومع ذلك تبقى الاعمال الفنية وسيلة تنبش الواقع وتستفز الحراك المجتمعي بدون ان تضع نصب اعينها مهمة تغيير المجتمع.

وأبدى المشاركون في اللقاء تفهمهم لطبيعة مجتمعنا الذي يعاني من عدة قيود سياسية وفكرية تحد من فرص التعبير عن الذات بحرية، مما يستدعي العمل على التركيز على “العدالة الاجتماعية” من خلال الدفع نحو الحرية الفنية والإبداعية، ولا سيما دعم دور المرأة في المجال الابداع الفني.

ومن المهام المنوطة بالإنتاج الفني ترسيخ ثقافة الحوار وتقبل الآخر والمساهمة في بناء الجسور بين أطياف المجتمع المختلفة. كما أكد المشاركون في اللقاء على الحاجة لتنشئة كوادر فنية محلية وتوفير المساحة لمبدعين مهمشين للنهوض بالفن والخروج من الحيز الشخصي الى الحيز العام الجماهيري حتى نتمكن من احداث التغيير، خاصة في ظل غياب الاطر الضرورية لاستقطاب الفنانين والاخذ بأيدهم نحو الامام في منطقة المثلث الجنوبي وليس فقط فيها.

وبالرغم ان اللقاء لم يتمخض عن قرارات قريبة الاجل للتنفيذ وانما تمحور الحديث حول بلورة هوية المنتدى، إلا أن المشاركين خرجوا يحملون الكثير من المقترحات التي تساعدهم على استكمال سيرورة العمل بنجاح معا.

هذا ومن المنتظر في فرصة قريبة ان يلتئم المنتدى من جديد في عدة فعاليات على طريق استكمال كافة الجوانب التنظيمية بالتوازي مع اعداد افكار لنشاطات تكون بداية لمد ثقافي جديد في كافة ارجاء منطقة المثلث الجنوبي في كافة مجالات الابداع سواء بالريشة او الموسيقى او بالكلمة او أي أداة ابداعية أخرى أكانت تحت الاضواء او في ورشات الابداع البعيدة عن الانظار.

يذكر ان المنتدى يسعى في نهاية المطاف الى وضع خطة عمل للمديين القريب والبعيد ضمن مشروع جمعية “تشرين” لتعزيز الانتاج الفني المحلي كهدف ينبغي تحقيقه علما بأن مؤسسة “روزا لوكسمبورغ” هي الداعمة لهذا المشروع.